كيفيّة التحدث مع الأطفال عن الأمور الصعبة
كيفيّة التحدث مع الأطفال عن الأمور الصعبة
يشارك الأخصّائيّون النفسيّون لدينا نصائح وإرشادات حول كيفيّة مساعدة الأطفال الذين يعانون من الحزن أو يمرون بأزمات - من الأطفال الصغار إلى المراهقين.
يشعر الأطفال واليافعون بنفس ما يشعر به البالغون، ولكن ليس لديهم قدرة البالغين على فهم وتفسير ما يحدث. لذلك من المهم أن نفكر فيما نقوله وكيف نقوله في المحادثات حول الأحداث الصعبة.
مشاعر مختلفة لدى الأطفال في حال حدوث أزمات
الوفاة أو الطلاق في الأسرة هي أحداث يمكنها أن تخلق القلق والحزن لدى الأطفال.
وحتى ما يحدث في العالم يمكن أن يكون له تأثير أيضًا، مثل التطورات المخيفة في أوكرانيا وروسيا أو فلسطين وإسرائيل، أو أزمة المناخ أو الكوارث الأخرى. لا سيما إن كانوا قد شاهدوا ما يخيفهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
يمكن للأطفال أن يشعروا بالغضب والفرح والخوف والحزن العميق والشعور الكبير بالفقدان، تمامًا مثل البالغين.
ورغم ذلك، تختلف طريقة تفكير الأطفال فيما حدث وعواقبه عن البالغين. ونتيجة لذلك، لا يدرك البالغون في بعض الأحيان أن الأطفال يتأثرون لأنهم لا يتفاعلون بالطريقة التي نتفاعل بها.
مهما كانت أعمار الأطفال، من المهم أن تكون أنت كشخص بالغ حاضرًا ومتاحًا.
كن حريصاً بشكل خاص على مساعدة الأطفال على الشعور بالأمان وفهم ما حدث. من المهم تكييف المعلومات مع عمر الأطفال ومراعاة العلامات التي تشير إلى أن الأطفال ليسوا على ما يرام. على سبيل المثال، يعدّ ألم المعدة أو الصداع أو تغيّر في السلوك من ردود الفعل الشائعة.
استمر في طمأنة أطفالك وإظهار المزيد من الصبر إذا كانوا بحاجة إلى أن يكونوا قريبين منك لفترة من الوقت أو يحتاجون إلى الطمأنينة بطرق أخرى.
ثمانية نصائح حول كيفيّة التحدث مع الأطفال عن الأحداث الصعبة
يشارك الأخصّائيّون النفسيّون لدينا نصائح مفيدة حول كيفيّة التحدث مع الأطفال عن الأحداث الصعبة.
- لا تتردد في سؤال الأطفال لمعرفة ما إذا كان لديهم أيّ أسئلة. اسمح للطفل بمشاركة أفكاره ومخاوفه. استمع جيداً وكن منفتح للحوار.
- حاول الإجابة على أسئلة الأطفال بأبسط ما يمكنك. تجنب الكثير من التفاصيل. إذا لم تكن لديك إجابة، فلا بأس أن تقول ذلك.
- إذا كانت هناك أزمة أو كارثة في العالم، يمكنك الحديث عما يتم القيام به لمساعدة المتضرّرين.
- لا تدع قلقك يظهر من خلال ما تقوله. إن العواطف معدية ويمكن للأطفال قراءة قلقك وتبنيه.
- كن صريحًا! احرص على أن يكون ما تقوله صحيحاً بدون تخويف.
- فكّر في الطريقة التي تتحدث بها مع طفلك. تجنّب التعابير القويّة.
- كن هادئاً وخصص وقتاً للحوار.
- قم بنشاطات مع الأطفال لتشتيت انتباههم عن الأمور المخيفة. ليس من الضروري تشغيل التلفزيون والراديو باستمرار.
الاهتمام باحتياجات الأطفال الأصغر سنّاً
حتى الأطفال الصغار لديهم نفس مشاعر البالغين، لكنهم لا يستطيعون دائمًا التعبير بوضوح عما يحتاجون إليه. فهم يعتمدون عليك كشخص بالغ للانتباه إليهم ومحاولة فهمهم.
في أوقات الأزمات والتوتّر، من الشائع أن يقلّ الاتّصال الجسدي بين الطفل ووالديه، بالرغم من أن الحاجة إليه تكون في أشدّه.
يتأثر الأطفال الصغار أيضًا بردود أفعال الأشخاص المحيطين بهم بسهولة. تشمل ردود الفعل الشائعة للأزمات لدى الأطفال الصغار كثرة البكاء، أو الرغبة في أن يكونوا قريبين منك، أو صعوبة الابتعاد عن الوالدين، أو التعرض لمشاكل في النوم، أو انخفاض الشهيّة.
النصائح:
- القرب والرعاية مهمان بشكل خاص.
- حاول أن تكون في مكان يشعر فيه الطفل بمزيد من الأمان.
- تحدّث بهدوء عما حدث.
- إذا كان المقرّبون من الطفل متأثرين للغاية، اسمح للبالغين الآخرين بالتخفيف عنهم.
التحدّث إلى الأطفال في مرحلة روضة الأطفال
غالباً ما يحتاج الأطفال في مرحلة روضة الأطفال إلى البالغين لمساعدتهم في التعبير عن أفكارهم وأسئلتهم.
ما يُشار إليه عادةً باسم "التفكير السحري" هو أمر معتاد، حيث يختبر الطفل العالم من منظوره الخاص ويفترض أنه قادر على التأثير على الأشياء بنفسه. وبعبارة أخرى، قد يعتقد الطفل في مرحلة روضة الأطفال أن الحدث الصعب الذي يمرّ به هو حدث سبّبه هو بنفسه ويشعر بالذنب تجاهه.
من الشائع أن يتفاعل الأطفال في مرحلة روضة الأطفال عن طريق العودة إلى السلوكيات التي كانوا يمارسونها في طفولتهم. على سبيل المثال، صعوبة الانفصال عن الأشخاص المقرّبين، أو الخوف من التخلّي عنهم، أو ألم المعدة، أو الشعور بالذنب، أو العناد الشديد.
النصائح:
- امنح المزيد من الوقت. طمئن الطفل بأن الوضع سيتغيّر بمرور الوقت وسيصبح أكثر طبيعيّة.
- كن واضحًا. تجنب استخدام مصطلحات مثل "رحل" أو "نام للأبد" إذا توفّي شخص ما. حيث قد يفهم الطفل أن المعلومات ليست نهائيّة.
- تجنب التفاصيل المخيفة، ولكن احرص على صحة ما تقوله.
- قم بإعادة التأكيد للطفل وطمأنته بأنه ليس وحيدًا.
- قد يكون من المفيد التحدث إلى شخص بالغ من خارج العائلة يثق به الطفل.
- التلامس الجسدي مهم.
- يستوعب الأطفال الصغار الأحداث الصعبة بشكل أبطئ، لذا قد تحتاج إلى إعادة الشرح عدّة مرات.
التحدث إلى أطفال المدارس الأكبر سنّاً
في هذا العمر، يقطع الأطفال خطوات كبيرة في نموّهم ويبدؤون في فهم الأحداث الصعبة. ويبدأ الأطفال أيضاً في التفكير في الأسباب. لذلك، تحتاج كشخص بالغ إلى قضاء المزيد من الوقت للشرح ومساعدة الطفل على فهم ما حدث.
من الشائع أن يتفاعل الأطفال في هذا العمر بقلق متزايد، ويعانون من مشاكل في النوم، ويخافون من حدوث المزيد من الأحداث الصعبة، ويعانون من صداع متكرر أو آلام في المعدة، ويواجهون مشاكل في التركيز ويظهرون سلوكاً أكثر انزعاجاً أو عدوانيّة.
النصائح:
- دع الطفل يحزن بطريقته الخاصة إذا توفّي شخص ما. لا توجد طرق خاطئة.
- اسأل إذا كنت تشكّ في أنّ الطفل يشعر بالقلق بشأن شيء ما.
- وضح للطفل أنه لم يكن بإمكانه التأثير على ما حدث.
- اطرح أسئلة محددة حول المشاعر، مثل "كيف تشعر في داخلك؟"
التحدّث إلى المراهقين
يدرك الأطفال في سن المراهقة ما حدث وأن ذلك سيؤثر على مستقبلهم.
من الشائع أن يشعروا في هذه المرحلة العمريّة بأن عليهم "تحمل مسؤوليّة الكبار" وبالتالي قد يكبتون مشاعرهم.
فترة المراهقة هي فترة حساسة ومن الشائع ألا يرغب المراهق في الشعور بالاختلاف عن أقرانه، بل يريد الانسجام معهم.
وغالباً ما تكون ردة فعل المراهقين من خلال الحزن أو التفكير العميق أو التصرفات العدوانيّة. ومن ردود الفعل الشائعة أيضاً أن يصبح المراهق أكثر انعزالاً أو يشعر بالذنب أو يتجاوب بمزيد من الشعور بالإدراك الذاتي.
النصائح:
- أظهر اهتمامك وحضورك.
- دع المراهق يعلم أنك متاح.