الصدمة النفسيّة – كيفيّة التعامل مع الأحداث الصعبة
الصدمة النفسيّة – كيفيّة التعامل مع الأحداث الصعبة
يتعرض جميع الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم لأحداث صعبة تؤثّر فيهم بشكل عميق. الجميع يتفاعل بطرق مختلفة، وأحيانًا نحتاج إلى دعم ومساعدة للتعامل مع ما حدث. هنا نقدم بعض النصائح والإرشادات.
ما هي الصدمة النفسيّة؟ الأخصائيّ النفسيّ لدينا يوضح ذلك
يتعرض الجميع لأحداث صعبة التي قد يكون من الصعب الدفاع عن النفس تجاهها. قد تكون الحروب والكوارث، أو المرض أو التعرّض لحادث، أو فقدان شخص عزيز أو غيرها من الأحداث التي يختبرها المرء كأنّها صعبة.
يعتمد ما يشكل صدمة نفسيّة على كيفيّة اختبار الفرد للحدث، وليس الحدث نفسه هو الذي يحدّد ما إذا كان الشخص مصاباً بصدمة نفسيّة أم لا.
كيف نتفاعل مع الصدمة النفسيّة
يتفاعل كلّ شخص بشكل مختلف مع الأحداث الصعبة. لذلك يمكن أن يتفاعل شخصان يعايشان نفس الشيء بشكل مختلف تمامًا. وتعتمد كيفيّة تأثّرنا على تجاربنا السابقة وصحّتنا النفسيّة وحالتنا الحياتيّة.
أمثلة على ردود الفعل في حالة التعرض لصدمة نفسيّة
- التعرّق وخفقان القلب والارتجاف والصداع والدوار والشدّ العضليّ،
- ضعف الشهيّة وصعوبة في النوم ومشاكل في التركيز،
- التهيّج والقلق والعصبية والضجر،
- الشعور بفقدان السيطرة والعجز،
- زيادة اليقظة،
- الشعور بالذنب وتأنيب الضمير،
- التفكير المستمر،
- التجنّب أو الخوف الشديد مما يذكّرنا بالأمور الصعبة،
- صور من الذاكرة واسترجاع الذكريات،
- الكوابيس،
- اللامبالاة والشعور بالغربة.
عندما يؤذينا الآخرون عمدًا، يمكن أن تتعطل حاجتنا الأساسيّة للأمان والثقة في الآخرين. على سبيل المثال، في الحروب والنزاعات أو من خلال الإهمال أو سوء المعاملة أو العنف في العلاقات الأسريّة.
كيفيّة التخلص من معايشة الصدمة النفسيّة مرة أخرى
عندما تمرّ بحدث صعب، فإن رد الفعل الشائع بعد ذلك هو أن تعيش الحدث مرارًا وتكرارًا. نخبرك هنا كيف يمكنك الخروج من حالة معايشة الصدمة مرة أخرى.
نصائح: كيف يمكنك المساعدة كشخص داعم
- الاختلاط ومحاولة خلق شعور بالأمان، حتى لو كان الشخص المصاب لا يريد التحدث عن أفكاره ومشاعره. أظهر أنّك موجود لدعمه في المرحلة الأكثر حدّة ومع مرور الوقت.
- تحلّى بالصبر. قد يحتاج الشخص المصاب إلى الحديث عما حدث عدّة مرات. يمكن أن يساعد الحديث عن نفس الشيء مرارًا وتكرارًا في المراجعة. احترم عدم رغبة صديقك أو عدم قدرته على التحدّث عن الحادث.
- اعرض المساعدة في الأمور العمليّة التي يمكن أن تجعل الحياة اليوميّة أسهل.
- شاركا معًا في أشكال مختلفة من النشاط البدني، مثل المشي أو التمارين البدنيّة. يمكن أن يؤدّي التركيز على شيء آخر إلى الابتعاد عن الحدث.
- اطّلع على المعلومات. إن معرفة كيفيّة تفاعل الناس في المواقف الصعبة يمكن أن يسهّل عليك وعلى من حولك فهمها.
- غالبًا ما يكون الشخص المصاب على دراية بسلوكه، مما قد يؤدي إلى تأنيب الضمير. حاول عدم إلقاء اللوم على الشخص.
- ساعد الشخص في العثور على المساعدة المناسبة.
- قد يكون دعم شخص في حالة نفسيّة سيئة أمرًا صعبًا ومجهدًا. امنح نفسك الفرصة للتعافي - لست مضطرًا لتحمل العبء كله بنفسك.
متى تكون هناك حاجة إلى مساعدة مهنيّة؟
إن وجود ردود فعل جسديّة أو نفسيّة بعد حدث خطير ليس بالأمر الخطير. وغالبًا ما تهدأ ردود الفعل ويشعر العديد من الأشخاص بالتحسن من تلقاء أنفسهم بعد فترة.
إذا تأثّرت الحياة اليوميّة بشكل كبير عن طريق التوتّر الشديد وتكرار تجربة الصدمة النفسيّة، فقد يكون الوقت قد حان للاتصال بمركز الرعايّة الصحيّة. في هذه الحالة، قد تكون الصدمة قد تطورت إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وتحتاج إلى رعايّة متخصّصة.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
تُعرف الأعراض التي تستمر بعد حدث خطير باضطراب ما بعد الصدمة أو PTSD. إنه تشخيص يؤثر على جودة الحياة. يمكن التعبير عنه هكذا:
- من الشائع أن تعايش صدماتك من جديد من خلال الكوابيس واسترجاع الذكريات، مما يسبب لك القلق والتوتّر.
- ارتفاع مستوى التوتّر والخوف بسهولة والتشنّج وتجنب الأشياء أو المواقف التي تذكّر بالصدمة.
- الشعور بعدم الواقعيّة وعدم التكرّس في الحياة اليوميّة.
- كما أن المشاكل الجسديّة مثل الألم وخفقان القلب وارتفاع ضغط الدم شائعة أيضاً.
وغالباً ما تظهر الأعراض في غضون ستة أشهر، ولكن يمكن أن تظهر الأعراض بعد ذلك بكثير.
نصائح للمتضررين
- لا تكن وحيداً مع أفكارك ومشاعرك. تحدّث إلى الأشخاص الذين تشعر بالأمان معهم، ولكن فقط إذا كنت ترغب في ذلك.
- حافظ على روتينك اليومي، فهو يرسل إشارة بالأمان إلى جسمك.
- افعل الأشياء التي تجعلك تشعر بالهدوء والأمان.
- احرص على الحصول على قسط كاف من النوم، فذلك سيساعدك على التعامل مع مشاعرك.
- كن نشيطاً بدنياً، فجسمك يحتاج إلى الحركة ليشعر بالراحة.
- يمكن أن تساعدك تمارين الاسترخاء البسيطة واليقظة الذهنيّة واليوغا في العثور على الهدوء والسكينة.
- دوّن ذكرياتك وأفكارك.
- تعلّم المزيد حول ردود الفعل الشائعة بعد الحدث الصعب.
- اتصل بمركز الرعايّة الصحيّة الخاص بك أو اتصل بالرقم 1177 إذا كنت تشعر بالهمّ.
كيف يمكنني المضي قدمًا بعد الصدمة النفسيّة؟ الأخصائيّ النفسيّ لدينا يوضح ذلك
الأخصائيّ النفسيّ لدى الصليب الأحمر السويديّ آراس صالح يشرح
ما هي المساعدة المتاحة؟
هناك علاجات مختلفة اعتماداً على ما مررت به وكيفيّة تأثير الحدث عليك.
وغالبًا ما يوصى بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتحليل المشكلة وما الذي أثارها وما هي العواقب التي أدّت إليها، من أجل تعلّم سلوك جديد. على سبيل المثال، قد تتعرّض لأشياء أو مواقف تذكّرنا بالحدث الصعب، ولكن في بيئة آمنة. يمنحك هذا استراتيجيات للتعامل مع المشكلة.
كما يمكن أن تكون تمارين التنفس والعلاج الطبيعي والأدوية جزءًا من العلاج. قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من حالة صحيّة سيئة للغاية من المعالجة النفسيّة للأزمات أو الصدمات.