القلق - كيفيّة التعامل معه
القلق - كيفيّة التعامل معه
القلق هو شعور قوي بالهمّ أو بالخوف. إنه ليس خطيرًا، ولكنه قد يمنعك من العيش بالطريقة التي تريدها. إليك بعض النصائح حول كيفيّة التعامل مع قلقك.
ما هو القلق – الأخصائي النفسي لدينا يوضح ذلك
القلق هو رد فعل طبيعي تجاه التوتّر والشعور القويّ بالهمّ. إنه نظام إنذار الجسم الذي يتم وضعه في حالة تأهب. يأتي رد الفعل من الجهاز العصبي وهو أمر لا يمكنك التحكم فيه. وبالإضافة إلى زيادة استعداد الجسم، فتزداد أيضًا ضربات القلب ويصبح التنفّس أسرع وتزداد هرمونات التوتّر في الدم. قد يكون القلق مزعجًا، ولكنه ليس خطيرًا في اللحظة ذاتها - حتى لو شعرت بذلك. وعادة ما يزول بعد فترة من الوقت.
لماذا أشعر بالقلق؟
إن نظام الإنذار في الجسم حساس للمواقف التي نعتبرها خطيرة. يمكن أن يتم تحفيزه إذا شعرت بالعجز والتهديد أو من خلال فكرة أو شعور يجعلك تشعر بالخوف. الشعور بالذنب أو الخجل أو الخوف من الهجر هي أمثلة أخرى لما يمكن أن يثير القلق.
كما يمكن أن يعود السبب في ذلك إلى زيادة المتطلّبات التي تضعها بنفسك أو التي يضعها الآخرون عليك. حتى مجرد التفكير في الإصابة بالقلق يمكن أن يجعلك تشعر بالخوف ويثير القلق. تتم إثارة القلق بسهولة أكبر إذا كان الجسم في حالة تأهب باستمرار.
من الذي يصاب بالقلق؟
يعاني معظم الناس من القلق في مرحلة ما من حياتهم. تؤثر تركيبتنا الجينيّة على مدى سهولة إصابتنا بالقلق. إذا تعرضت لمستويات عالية من الإجهاد على مدى فترة طويلة من الزمن وكان تأهب جسمك عاليًا، فقد تزداد حساسيّة جهاز الإنذار لديك، مما يجعل ردود فعل القلق أكثر شيوعًا.
يمكن أن تختلف الحساسيّة أيضًا في مراحل مختلفة من الحياة. في مرحلة المراهقة، يكون القلق غالباً أكثر سهولة في الإثارة، ولكنه قد يهدأ تدريجياً حتى سن الخامسة والعشرين.
على الرغم من أن القلق أمر شائع، إلا أن القليل من الناس يتحدّثون عنه بصراحة. غالبًا ما يرتبط القلق بالخجل ويشعر الكثير من الناس بالوحدة مع أفكارهم ومخاوفهم. إن تقبّل قلقك والتحدّث عنه يمكن أن يسهّل عليك التعامل معه.
كيف يُشعر القلق؟
الجسد والنفس مرتبطان ببعضهما البعض. لذلك من الطبيعي أن يتم اختبار المشاعر والتعبير عنها من خلال الجسد. تجربة القلق فرديّة ويمكن أن تختلف في حدتها - من الهمّ المبهم أو الضجر إلى الأعراض الجسديّة القويّة. غالبًا ما يوصف القلق بأنه تجربة جسديّة أو شعور بعدم الراحة يشمل الجسم بكامله:
- "بالنسبة لي، هو عبارة عن ضغط على الصدر وإحساس بالوخز."
- "إنها تجربة عدم القدرة على التحمّل، وكأنني لا أريد أن أكون في نفسي".
- "أشعر بالغثيان وعدم الارتياح الشديد."
- "إنه شعور زاحف باليأس وبأنني عاجز."
- "أشعر بالقلق مثل كرة النار."
نوبة هلع أو قلق مفاجئ
نوبة الهلع أو اضطراب الهلع هو شعور قوي بالخوف أو القلق في المواقف التي لا ترتبط في الواقع بأي شيء خطير. بما أنه لا يوجد تهديد واضح، فمن الشائع أن تجعلك النوبة خائفًا جدًا وأن تراودك أفكار الإغماء أو الموت أو فقدان السيطرة.
ردود الفعل الشائعة أثناء نوبة الهلع
- الشعور بالدوار والخوف من الإغماء،
- صعوبة في التنفّس،
- الشعور بالغثيان والتعرّق البارد،
- الرؤيّة النفقيّة والشعور بعدم الواقعية،
- تسارع ضربات القلب.
لا يمكنك الموت أو الإصابة بالجنون من نوبة هلع. ولكن نظرًا لأن نوبة الهلع غالبًا ما تكون قويّة جدًا، فمن الشائع الاعتقاد بأن هناك أمر خاطئ في الجسم ويطلب العديد من الأشخاص الرعايّة الطبيّة في المرة الأولى التي تحدث فيها.
يصاب بعض الأشخاص بنوبة هلع مرّة واحدة فقط، بينما قد يصاب بها آخرون مرّات أخرى. نظرًا لأن نوبات الهلع مزعجة، فمن الشائع أن تحاول تجنّب المواقف أو الأماكن أو المشاعر التي تعتقد أنها قد تؤدّي إلى حدوث نوبة. إذا كان لديك مثل هذا السلوك التجنّبي، فمن الجيد أن تطلب المساعدة.
ثلاث نصائح للحد من القلق هنا والآن
- أوقفه عن طريق ممارسة نشاط ما لتحويل التركيز إلى شيء آخر. ابحث عن الطرق التي تناسبك أنت بالذات.
- جرّب اليقظة الذهنيّة وتدرب عليها.
- تمارين التنفّس البسيطة قد تساعدك على التحكّم في القلق.
كيفيّة التعامل مع القلق على المدى الطويل
- من المفيد أن تقرأ عن القلق. قد يكون من المطمئن أن تعرف أن هذه ليست علامة على فقدانك للسيطرة.
- احصل على المساعدة من الآخرين. يعاني معظم الناس من القلق في مرحلة ما من حياتهم. اسألهم عن شعورك بالقلق وأخبرهم عن تجربتك.
- لا تهرب من الأمور المزعجة. لا يزول القلق لأنك تتجنّب الأمور الصعبة - بل على العكس تمامًا. ولكن يمكن للقلق أن يهدأ بسرعة أكبر إذا درّبت نفسك على الاسترخاء وعلى تقبّل الأمر وتحمّل اللحظة. وعلى المدى البعيد، قد تصبح أقل عرضة للقلق.
- النشاط البدني فعّال ضدّ القلق والتوتّر. لا تتردد في التحرّك قليلاً كل يوم.
- تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم. فهو يحد من التوتّر والعرضة للقلق.
- لا تدع القلق يحدّ من حياتك. إذا شعرت أنّه يؤثّر على حياتك اليوميّة، فمن الجيد أن تطلب المساعدة وتستشير شخصًا لديه خبرة.