كيف تدعم شخصًا في أزمة

كيف تدعم شخصًا في أزمة

قد يواجه أي شخص أزمة في مرحلة ما من حياته. كأحد الأقارب أو الأصدقاء أو المتطوعين، يمكنك أن تعني الكثير للشخص الذي يواجه صعوبة. هنا نقدم بعض النصائح والإرشادات حول كيفية تقديم الدعم وتوفير الأمان.

تقديم الدعم لشخص يمرّ بظروف صعبة

تقديم الدعم لشخص يمرّ بظروف صعبة لا يتعلّق بمحاولة تغيير الواقع – ما حدث قد حدث. بل يتمثّل دورك في ضمان ألّا يتعرّض الشخص المتضرّر لتجارب صعبة جديدة، وفي تخفيف آثار ما وقع.

الشخص الذي يمرّ بأزمة قد يجد نفسه بسهولة في مواقف صعبة جديدة، مثل عدم القدرة على دفع الفواتير أو القيام بأشياء تجلب له الراحة عادةً. يمكن أن يكون دعمك بمثابة ممتص للصدمات – أنت موجود بجانبه وتستطيع مساعدته على إيجاد استراتيجيات وطرق للتعامل مع الوضع.

قد يكون من الصعب دعم شخص يعاني من مشاعر سلبيّة، أو الحزن، أو يمر بأزمة. ربما تشعر بعدم اليقين حول كيفيّة التصرف، أو ما إذا كنت تزعجه، أو حتى حول ما ينبغي قوله.

تأثير مساهمتك يعتمد على شخصيتك، ومعرفتك، ووقتك، ودرجة التزامك. كما يعتمد أيضًا على طبيعة الوضع والعلاقة التي تجمعك بالشخص المتضرر أو التي تبنيها معه.

"عندما كان ابننا يخضع لعلاج السرطان، كنا نشعر بإرهاق شديد. الطاقة التي كنا نملكها استهلكتها جلسات العلاج وكل القلق، والخوف، والأمل بأن تتحسن حالته. تلقينا دعمًا رائعًا من محيطنا. أمي كانت تعيش معنا في بعض الفترات، وصاحب عملي كان متفهّمًا للغاية ومرنًا. أحيانًا كنت أرغب في الذهاب إلى العمل، لكن في أوقات أخرى كان ذلك مستحيلًا. جارنا ساعدنا بتوصيل ابنتنا إلى المدرسة. وبعد وفاة ابننا، ظلّوا بجانبنا، واستمروا في تقديم الدعم."

مقابلة شخص في حالة حزن – الاتصال الأول

قد يبدو أخذ الخطوة الأولى للتواصل مع شخص في حالة حزن صعبًا لكلا الطرفين. لا توجد طريقة صحيحة لتقديم التعازي في حالة الموت وإظهار أنك تهتم.

الأهم هو أن تفعل ذلك بطريقة محترمة، حيث إن الشخص الذي يعاني غالبًا ما يكون حسّاسًا تجاه كيفيّة تعامل الآخرين معه. تختلف الطريقة من شخص لآخر. قد تكون الكلمات وسيلتك، أو قد تقتصر على نظرة، إيماءة، أو نبرة صوت تُظهر أنك على علم بما حدث. الرسالة التي تصل للشخص المتألّم هي: "أنا أعلم أنّك تمرّ بظروف صعبة، ولكن لا يزال بإمكاني أن أكون قريبًا منك."

مقابلة شخص في حالة حزن أو أثناء فترة عصيبة يمكن أن تثير أيضًا مشاعر بداخلنا. معظم الناس يمكنهم ان يفهموا مدى صعوبة فقدان شخص عزيز أو الشعور بالسوء، مما يجعلهم أكثر قدرة على التعاطف مع حالة الآخر، ولكنه قد يجعلهم أيضًا أكثر تأثّرًا على المستوى العاطفي.

هكذا يمكنك تقديم المساعدة

ليس من السهل دائمًا معرفة نوع المساعدة التي يحتاجها الشخص المتأثّر، وغالبًا ما يكون من الأسهل أن تسأل.

إذا كان الشخص يعيش حالة من الفوضى، قد يكون من الصعب عليه الإجابة على هذا السؤال. في تلك الحالة قد يكون من المفيد تقديم اقتراحات ملموسة للنظر فيها، مثل: "أنا ذاهب للتنزه، هل ترغب بالانضمام؟" أو "ألاحظ أنك تجد صعوبة في دفع الفواتير، هل يمكنني مساعدتك بعد ظهر اليوم؟".

في كثير من الأحيان، قد لا يتمكن الشخص من التواصل أو الاحتفاظ بعلاقة قريبة مع الجميع من حوله. أحيانًا يجب على الأشخاص المقرّبين قبول ذلك، ولكن من المهم الاستمرار في إظهار استعدادك للمساعدة حتى يتسنّى استئناف التواصل بشكل طبيعيّ لاحقًا. الشخص الذي يمر بأزمة عميقة قد يجد صعوبة في طلب المساعدة، لذا من الجيّد أن يبادر الآخرون بالتواصل واتخاذ خطوات لتقديم الدعم.

نحن جميعًا نمتلك مهارات مختلفة. البعض منا يجيد الحديث عن المشاعر، والتواجد قرب الآخرين، وتحمل المواقف الصعبة. آخرون قد يكونون جيّدين في اقتراح أنشطة إيجابيّة يمكن القيام بها معًا. كن مبدعًا وانظر إلى ما يمكنك تقديمه.

سبع نصائح ملموسة لمساعدة شخص في أزمة

  1. اقضِ وقتًا مع الشخص وحاول خلق جوّ من الأمان حتى لو لم يرغب في الحديث عن مخاوفه أو حالته النفسيّة. أظهر أنك متواجد لدعمه في المرحلة الأكثر حدّة ومع مرور الوقت. جدّد التواصل حتى لو تم رفضه في البداية.
  2. تحلَّ بالصبر. دع الشخص يعبر عن مشاعره ويكرر الأسئلة ذاتها مرات عدة. هذا التكرار قد يساعده على معالجة ما حدث.
  3. اعرض المساعدة في الأمور العمليّة التي يمكن أن تسهّل حياته اليومية.
  4. ساعد الشخص في العثور على المساعدة المناسبة. على سبيل المثال الاتصال بخدمات الرعاية الصحيّة أو شركات التأمين للحصول على تعويضات محتملة.
  5. احترم تصرّفات وردود أفعال الشخص المتأثّر. لا تأخذ الأمور بشكل شخصيّ إذا لم يستطع مقابلتك، أو ألغى نشاطًا مشتركًا، أو إذا تقلّب مزاجه بسرعة.
  6. شارك في أنشطة بدنيّة مختلفة مثل التنزّه أو التمارين الرياضيّة، مع مراعاة قدرة الشخص على التحمّل.
  7. اقرأ وتعلّم أكثر عن ردود الفعل الطبيعيّة والاحتياجات الشائعة في الأزمات.

الاعتناء بنفسك

تقديم الدعم لشخص يعاني من حالة نفسيّة سيئة قد يكون ذا مغزى، لكنه أيضًا يمكن أن يكون صعبًا ومرهقًا. قد تُثار لديك مشاعر لم تكن مستعدًا لها أو لا تعرف كيفيّة التعامل معها.

من المهم أن تتيح لنفسك فرصة للاستراحة والحصول على المساعدة لتتمكّن من تقديم الدعم بشكل جيّد – لست مضطرًا لتحمّل العبء كلّه بمفردك.

  • احصل على المساعدة والدعم من شبكتك الاجتماعية.
  • اقرأ عن ردود الفعل الشائعة عند التوتّر والقلق. فمن الطبيعيّ أن يشعر المقرّبون لشخص يمر بأزمة بزيادة في التوتّر والقلق.
  • تواصل مع مراكز الدعم الأسريّ أو جمعيّات دعم الأقارب أو مراكز الرعاية الصحيّة للحصول على النصائح.
  • اعتنِ بنفسك وامنح نفسك فترات راحة إذا كانت العلاقة تتطلّب جهدًا كبيرًا. من المهم أن تكون في حالة جيّدة لتتمكن من أن تكون داعمًا لشخص آخر.

مراكز العلاج

في مراكزنا المخصصة لعلاج الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات جراء الحروب، نساعد أولئك الذين لديهم تجارب مع التعذيب، والحروب، والتجربة القاسية من اللجوء. عند الحاجة، نوفّر خدمة الترجمة الفورية. (الموقع الإلكتروني متوفر باللغة الإنجليزية)

إلى مراكز العلاج

وساطة الرعاية الصحية

إذا كنت بحاجة إلى رعاية صحيّة ولكنك غير متأكد من حقوقك، يمكننا مساعدتك في التواصل مع الرعاية الصحية. عند الحاجة، نوفّر خدمة الترجمة الفورية. (الموقع الإلكتروني متوفر باللغة الإنجليزية)

إلى وساطة الرعاية الصحية

استشارات الهجرة

اللجوء: احصل على استشارة حول طلب لجوئك لدى مصلحة الهجرة. نحن نعمل من أجل عملية هجرة إنسانية وعادلة قانونياً. يمكنك أيضًا طرح أسئلة حول إمكانية العودة إذا تم رفض طلب لجوئك. لمّ شمل الأسرة: من خلال شبكتنا الدوليّة الواسعة، يمكننا مساعدتك في البحث عن أفراد العائلة المفقودين في معظم أنحاء العالم. كما نقدم لك الدعم والإرشاد خلال عملية لمّ شملك مع عائلتك. (الموقع الإلكتروني متوفر باللغة الإنجليزية)

إلى استشارات الهجرة